قرارات الإنسان واختيارات الإله

صورة عمودية

إن كان هنالك إنسان مدمر فهذا لأنه اتبع نفسه . في كل مرة أكون فيها في معضلة أدعي الله أن يخلصني منها ولكنني عند مواجهة هذه المعضلة أهرب وفي قرارة نفسي أقول: "الله لم يستجب دعائي بتخليصي من هذه المعضلة" وأبرر هروبي دومًا بأن المعضلة لم تزل هنا ! فكنت دائمًا أنتظر أن تفنى أو تحل معضلتي عن طريق معجزة مثل ان استيقظ وهي لم تحدث قط, لم أكن واقعيةً ابدًا رغم أن استجابة الله لأدعيتي أكثر ملائمة للواقع من معجزاتي المنتظرة, وما يبهرني في كل مرة أن أدعيتي دائمًا تستجاب وتحل المعضلة بطريقة عظيمة تليق بأن تكون تصرف إلاهي لا تدخل بشري ولكنني لا ادرك ذلك في كل مرة إلا بعد الهرب, وهنا تكمن معضلتي الأخرى الندم. أن توقفت عن الهرب سأتوقف عن الندم إنها علاقة طردية, لذلك كل أموري السيئة التي حصلت جميعها حصلت لأنني أنا قررت وأخذت سلطة القرار على أمور حياتي وهي من المفترض ان تبقى لله وحده هو من يسير أمورنا ويختار لنا ونحن علينا المواجهة فقط, ولكن نفسي البشرية الضالة تهوى السيطرة وهي لا تحسن لها دربًا اليوم كان لدي أمر مهم وبالأمس دعوت الله أن يجعله يتم بطريقة جيدة لأني لم أكن مستعدة له, وهذا الأمر له ثلاثة طرق من المحتمل أن يحدث فيها الطريقة الأولى وهي الطريقة المحتمة وهي الأصعب والطريقة الثانية وهي الطريقة اليسيرة واحتمالية حدوثها ضئيلة جدًا وهي ذات الطريقة التي دعوت الله بها والطريقة الثالثة وهي المعجزة التي كنت انتظرها بأن لا يحدث الأمر أبدًا, وهذه المعجزة لم تحصل لذلك وعند آخر لحظة قبل حدوث الأمر بدقائق هربت .. وبعد ساعتين من حدوث الأمر عدت لأعرف ما حدث ووجدت أن الأمر حصل بالطريقة الثانية التي دعوت بها الله والتي كانت نسبة حدوثها ضئيلة جدًا. نعم هذا ما يحدث مع الإنسان عنما يستلم سلطة نفسة, يهرب ويهرع عن الحق ويندم ويأكل نفسه سخطًا. اللهم ارفع عني حمل التفكير والترتيب والقلق ودبر لي أمري إنني لا أحسن التدبير اللهم اختار لي ولا تخيرني إنني لا أحسن الاختيار .